
كيف نُربي طفلًا مسؤولًا؟
في هذه الرسالة التربوية، سنتحدث عن صفةٍ عظيمة يتمنّاها كل أبٍ وأم في أبنائهم وتكبر معه حتى الكبر … وهي تحمّل المسؤولية.
كثير من الأمهات تشتكي قائلة:
“ابني مش بيعرف يعتمد على نفسه في أي حاجة وكل حاجة لازم أعملهاله بنفسي!”
في الحقيقة أن المسؤولية لا تظهر فجأة، بل تُزرع بالتدريج، منذ السنوات الأولى للطفل، من خلال مواقف صغيرة تتكرر يومًا بعد يوم.
في السنوات الأولى:
ابدئي بتعويده على المهام البسيطة:
- أن يجمع ألعابه بعد الانتهاء من اللعب.
- أن يضع طبقه في المطبخ بعد الأكل.
- أن يختار ملابسه بمساعدتك.
قد تظنين أن هذه التفاصيل بسيطة، لكنها هي البذرة الأولى لتحمّل المسؤولية. الطفل الذي يعتاد أن يقوم بدوره يشعر بالقيمة، ويتكوّن عنده الإحساس بالإنجاز والاعتماد على الذات.
في مرحلة المدرسة:
هنا تبدأ المسؤوليات تكبر قليلًا.
- علميه أن يحضّر حقيبته بنفسه.
- أن يراجع دروسه قبل أن تطلبي منه.
- وأن يعترف بخطئه عند نسيان شيء بدل البحث عن أعذار.
ولا تنسي، التوبيخ المستمر يُضعف روح المسؤولية، فالمسؤولية تُنمّى بالثقة لا بالخوف.
فكل مرة تقولين فيها لطفلك:
“أنا واثقة إنك هتفتكر المرة الجاية”، فأنتِ تزرعين داخله تقدير الذات بدل الشعور بالذنب.
في مرحلة المراهقة:
لا تسحبي منه كل صلاحية وتشتكي من عدم تحمّله المسؤولية.
دَعيه يشارك في القرارات:
- كيف ينظّم وقته.
- متى يبدأ مذاكرته.
- كيف يدبّر مصروفه.
قد يخطئ أحيانًا، لكن الخطأ هو أفضل معلم.
كل تجربة يعيشها بنفسه تجعله أقرب إلى النضج الحقيقي.
💡 خطوات عملية لتربية طفل مسؤول:
- ابدئي مبكرًا — المسؤولية لا تُعلَّم فجأة.
- اسمحي له بالاختيار — حتى لو كانت اختيارات صغيرة.
- شجّعي المحاولة — لا تهملي الجهد حتى لو كانت النتيجة غير مثالية.
- أعطيه الثقة — الثقة تصنع السلوك أكثر من التهديد.
- كوني قدوة — الأطفال يتعلمون من أفعالنا أكثر من أقوالنا.
💜 الخلاصة:
تربية طفل مسؤول لا تعني أن نحمّله فوق طاقته،
ولا أن نسيطر عليه حتى لا يخطئ، إنها توازن بين الحرية الموجّهة والمتابعة الواعية.
الطفل الذي يشعر أن أسرته تؤمن بقدراته، ينشأ واثقًا، متعاونًا، قادرًا على مواجهة الحياة بثبات.
كتبتها خديجة مطر
أخصائي تربوي وإرشاد أسري ومدربة التربية الإيجابية المعتمدة للوالدين من الجمعية الأمريكية للتربية الإيجابية .