
كيف نوازن بين الحرية والانضباط مع المراهق؟
مرحلة المراهقة هي من أكثر المراحل التي تثير القلق عند الأهل، فهي تجمع بين رغبة الأبناء في الاستقلال والحرية، وبين حاجة الأهل لوضع حدود تحافظ على القيم والأمان.
كثير من الآباء والأمهات يتساءلون: كيف أترك لمراهقي مساحة يعبّر فيها عن نفسه دون أن يفلت زمام الأمور؟
وفي هذه الرسالة التربوية سنتحدث عن كيفية الموازنة بين الحرية والانضباط، بطريقة تحافظ على علاقتك القوية بابنك المراهق وتساعده على النمو بشكل سليم.
لماذا يحتاج المراهق إلى الحرية؟
- الحرية تمنحه فرصة لاكتشاف نفسه وهويته.
- تساعده على اتخاذ قراراته بنفسه وتحمل مسؤوليتها.
- تجعله يشعر بالثقة في قدراته بدلًا من الاعتماد الكامل على الأهل.
لماذا يحتاج المراهق إلى الانضباط؟
- الحدود الواضحة تحميه من المخاطر والانجراف وراء أصدقاء السوء.
- الانضباط يمنع الفوضى ويعلّمه أن الحرية مرتبطة بالمسؤولية.
- غياب القواعد يجعله يشعر بعدم الأمان وكأنه بلا مرشد.
كيف نوازن بين الحرية والانضباط؟
- ضع قواعد واضحة ومعلنة: مثل وقت استخدام الهاتف، مواعيد النوم، والخروج مع الأصدقاء.
- اشرح له الأسباب: المراهق لا يقبل الأوامر العمياء، لكنه يستجيب أكثر حين يعرف أن القاعدة لمصلحته.
- امنحه اختيارات داخل الحدود: بدلًا من “لن تخرج”، قل “يمكنك الخروج اليوم لكن عد قبل الساعة التاسعة”.
- استمع لرأيه: أعطه مساحة للتعبير عن مشاعره حتى لو خالفت رأيك.
- كن قدوة في التوازن: المراهق يتعلم أكثر من أفعالك لا من كلماتك فقط.
- المتابعة لا المراقبة: تابع حياته باهتمام، لكن دون اقتحام خصوصيته أو التشكيك الدائم فيه.
- التشجيع بدل العقاب القاسي: امدحه عندما يلتزم بالقواعد، وصحح الخطأ بحزم هادئ لا بإهانة أو ضرب.
- الحوار المستمر: اجعل بينك وبينه لقاءات هادئة تتحدثان فيها بعيدًا عن الأوامر والمحاسبة.
الخلاصة
الحرية والانضباط ليسا ضدّين، بل جناحان يكمل أحدهما الآخر. الحرية تمنح المراهق الثقة بالنفس، والانضباط يعلّمه المسؤولية. وحين يجد عند والديه حبًا واحتواءً مع وضوح القواعد، يشعر بالأمان ويختار الالتزام بوعي لا بخوف.
كتبتها خديجة مطر
أخصائي تربوي وإرشاد أسري ومدربة التربية الإيجابية المعتمدة للوالدين من الجمعية الأمريكية للتربية الإيجابية .