
التشتت وضعف التركيز عند الأطفال: الأسباب والحلول
التشتت وضعف التركيز عند الأطفال: الأسباب والحلول
قد يشعر الكثير من الآباء والأمهات بالقلق عندما يلاحظون أن أبناءهم يقضون وقتًا طويلًا أمام الكتب دون إنجاز يُذكر، أو أنهم ينسون بسرعة ويتشتتون من أقل حركة أو صوت. وقد يظن البعض أن السبب هو الكسل أو قلة الاهتمام، بينما في الحقيقة ضعف التركيز ليس دائمًا دليلًا على ذلك، بل هو نتيجة طبيعية لعوامل متعددة يمكن فهمها والتعامل معها بحكمة.
وفي هذه الرسالة التربوية، سنتناول معًا أهم الأسباب التي تؤدي إلى التشتت وضعف التركيز عند الأطفال، مع مجموعة من الحلول العملية التي يمكنك تطبيقها في بيتك لتساعدي طفلك على تنمية قدرته على التركيز خطوة بخطوة.
الأسباب الشائعة للتشتت وضعف التركيز
- الإفراط في استخدام الشاشات: الألعاب السريعة والفيديوهات القصيرة تعوّد الدماغ على التنقل المستمر، مما يجعل من الصعب الثبات على مهمة واحدة.
- قلة النوم: النوم غير الكافي يضعف الذاكرة والانتباه، خاصة إذا اعتاد الطفل السهر.
- التغذية غير السليمة: كثرة السكريات والوجبات السريعة تزيد من فرط الحركة وتقلل التركيز.
- الضغط النفسي والتوتر: الصراخ، الضرب، أو المقارنات المستمرة تجعل الطفل يبحث عن مخرج للهروب بدلًا من التركيز.
- غياب الروتين: الفوضى في مواعيد النوم والطعام والمذاكرة تجعل عقل الطفل في حالة ارتباك دائم.
- قلة النشاط البدني: الطفل الذي لا يفرّغ طاقته في اللعب والحركة يتحول نشاطه الداخلي إلى تشتت وملل.
حلول عملية لمساعدة الطفل على التركيز
- استخدام وسائل تعليمية متنوعة: مثل بطاقات ملونة، ألعاب تعليمية، فيديوهات، أنشطة فنية، وذلك يساعده على جذب الانتباه والتركيز وتنشيط الذاكرة البصرية.
- تنظيم وقت الشاشات: لا يزيد عن ساعة يوميًا للأطفال الصغار، وتحت إشراف الأهل.3. التعلم الفردي: بعض الأطفال لا يحققون تحصيلًا جيدًا في بيئة جماعية، إذ يضيع تركيزهم وسط الزملاء أو الإخوة. لذلك من المفيد أن توفر له الأم وقتًا للتعلم الفردي في البيت، تشرح له الدروس بشكل مباشر وبعيد عن المشتتات، ليتمكن من ترسيخ المعلومة وفهمها بعمق.
- الالتزام بروتين يومي ثابت: مواعيد محددة للنوم والطعام والمذاكرة واللعب.
- المذاكرة الذكية: تقسيم وقت الدراسة إلى ٢٠ دقيقة تركيز يتبعها ٥ دقائق استراحة أو حركة.
- التغذية المتوازنة: وجبات صحية غنية بالخضار والفواكه والبروتين، مع تقليل السكريات.
- أنشطة تنمي الانتباه: مثل التلوين داخل الخطوط، تركيب المكعبات والبازل، وألعاب الذاكرة.
- النشاط البدني اليومي: ممارسة الرياضة أو اللعب الحر لمدة ٣٠ دقيقة على الأقل.
- الهدوء الأسري: توفير بيئة منزلية آمنة بعيدة عن الصراخ والمشاكل المستمرة.
الخلاصة
ضعف التركيز ليس عيبًا في طفلك ولا علامة على فشله، بل هو رسالة من عقله وجسده بأن هناك ما يحتاج إلى رعاية وتنظيم. تذكّري أيتها الأم أن طفلك يتعلم بالحب أكثر مما يتعلم بالضغط، ويزدهر بالتشجيع أكثر مما يزدهر بالمقارنة. وكلما منحتِه صبرك واحتواءك، وكان والده حاضرًا بدعمه واهتمامه، تحوّلت لحظات التشتت تدريجيًا إلى خطوات ثابتة نحو التركيز والنجاح.
كتبتها خديجة مطر
أخصائي تربوي وإرشاد أسري ومدربة التربية الإيجابية المعتمدة للوالدين من الجمعية الأمريكية للتربية الإيجابية .