
الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الوالدين وقت المذاكرة مع أولادهم
الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الوالدين وقت المذاكرة مع أولادهم
وقت المذاكرة من أهم الأوقات في البيت، وغالبًا ما يتحول لساحة شد وجذب بين الأم والطفل، ورغم أن نوايا الأمهات والآباء دائمًا صافية، لكن بعض التصرفات الشائعة قد تجعل الطفل يكره الدراسة ويشعر بالضغط والتوتر بدلًا من الحماس.
في هذه الرسالة التربوية، أشاركك أبرز الأخطاء الشائعة التي قد يقع فيها أحد الوالدين أثناء المذاكرة مع أبنائهم، حتى نتجنبها ونحوّل وقت الدراسة إلى فرصة للتعلم والهدوء.
1. الصراخ أو الضرب كوسيلة للضغط
بعض الآباء أو الأمهات يلجأون للصراخ أو حتى الضرب ظنًا أنه الحل الأسرع لإجبار الطفل على التركيز، لكن النتيجة تكون عكسية تمامًا: خوف، عناد، وفقدان الحماس للتعلم.
2. المقارنة بين الأبناء
من أكثر الأخطاء التي تجرح الطفل وتفقده الثقة بنفسه مقارنة مستواه بإخوته:
” شوف أخوك خلص واجبه بسرعة إزاي وانت لسة بتدلع ” أو ” أختك أشطر منك ودرجاتها أعلى “. هذه الكلمات تزرع الغيرة والشعور بالنقص والكراهية بين الإخوات وتشعره بالإحباط بدلًا من أن تعطيه دافعًا للتقدم.
3. المذاكرة لساعات طويلة بلا استراحة
الجلوس المتواصل لفترات طويلة يرهق الطفل ويضعف تركيزه، بينما الجلسات القصيرة مع فواصل راحة تكون أكثر فاعلية.
4. أسلوب التهديد والعقاب المستمر
بعض الأمهات يظنون أن التهديد والعقاب سيجعل الطفل ينجز مهامه ويركز أكثر فتهدده وتقول ” لما ييجي بابا هخليه يضربك ” أو ” انت محروم من المصروف انهردة عشان مخلصتش مذاكرة “، وللأسف ده بيسبب تشتت للانتباه وخوف وبيأثر على علاقتنا بأولادنا وده ممكن يأثر على نتائجهم.
5. التدخل الزائد وحل الواجبات بدلاً عنه
قيام الأم أو الأب بالحل أو التلقين المستمر يمنع الطفل من التعلم الذاتي ويضعف إحساسه بالمسؤولية.
6. اختيار وقت غير مناسب للمذاكرة
إجبار الطفل على المذاكرة وهو جائع أو مرهق يجعل العملية أكثر صعوبة ويفقدها الفاعلية.
7. غياب الروتين الواضح
عشوائية أوقات الدراسة تجعل الطفل يتذمر دائمًا، بينما وجود جدول يومي ثابت يهيئه نفسيًا للدراسة دون مقاومة كبيرة، ويخفف من نوبات غضبه وعناده.
8. إغفال البيئة المناسبة
المذاكرة وسط الضوضاء أو أمام التلفاز والهواتف من أكبر أسباب التشتت، ويجعل الطفل يستغرق وقتًا أطول في إنجاز مهامه.
9. التركيز على النتيجة ونسيان الجهد
الاهتمام بالدرجات فقط يجعل الطفل يتعامل مع الدراسة كواجب ثقيل، بينما الثناء على المجهود المبذول يعزز ثقته بنفسه.
الخلاصة
نحن نريد الأفضل لأبنائنا، لكن أحيانًا يقع الخطأ من شدة حرصنا عليهم. تذكر أن وقت المذاكرة ليس فقط لأداء الواجب، بل هو فرصة لتعزيز علاقة إيجابية مع طفلك. ومع تجنب هذه الأخطاء، سيتحول وقت الدراسة من معركة يومية إلى مساحة للتعلم المشترك والهدوء.
كتبتها خديجة مطر
أخصائي تربوي وإرشاد أسري ومدربة التربية الإيجابية المعتمدة للوالدين من الجمعية الأمريكية للتربية الإيجابية.