
كيف نجعل أخطاء أولادنا فرصًا رائعة للتعلّم
في هذه الرسالة التربوية سنتحدث عن لحظة يمر بها كل أب وأم: لحظة الخطأ.
حين يسكب الطفل العصير، أو يكذب ليهرب من العقاب، أو ينسى واجبه المدرسي، نشعر بالغضب فورًا، ونرى الخطأ كتهديد لصورتنا كوالدين ناجحين.
لكن في الحقيقة، الخطأ ليس عدوًّا يجب التخلص منه، بل معلّم صبور يتيح لأطفالنا فرصة للنضج والنموّ إذا أحسنّا استقباله والتعامل معه.
أولًا: لماذا يخطئ الأطفال؟
الأطفال يخطئون لأنهم يتعلمون.
العقل في مرحلة النمو يحتاج للتجربة والتكرار حتى يكتسب المهارات.
فالخطأ ليس دليل فشل، بل علامة على أن الطفل يحاول ويمارس الحياة.
💡 كيف نحول الخطأ إلى فرصة للتعلم؟
- اهدئي أولًا
ردة فعلك هي التي تُحدّد إن كانت التجربة ستتحول لتعلّم أم خوف.
خذي نفسًا عميقًا، وتذكّري أن الهدف هو التعليم لا العقاب.
- افصلي بين الطفل وخطئه
قولي مثلًا: “تصرفك كان خاطئًا” بدلًا من “أنت مخطئ”.
الكلمات تصنع الصورة التي يرى الطفل بها نفسه.
- ناقشي الموقف بهدوء
اسأليه: “برأيك، ما السبب الذي أدى لحدوث ذلك ؟”
“ماذا كان يمكن أن تفعل بطريقة أفضل؟”
“كيف يمكنك اصلاح ما حدث وعدم حدوثه مرة أخرى؟”
السؤال يحفّز التفكير، بينما التوبيخ يجمّد العقل.
- شاركيه في الحل
ساعديه أن يفكّر في طريقة لإصلاح ما حدث أو التعويض عنه.
حين يشارك في الحل، يتعلم المسؤولية بدل الخضوع.
من الممكن كتابة الحلول معًا على ورقة لاستخدامها كخطة تضمن عدم تكرار ما حدث مرة أخرى.
- احكي له عن أخطائك
عندما تخبريه أن الجميع يخطئ، يشعر بالأمان ويتعلّم أن الخطأ ليس نهاية العالم، بل خطوة في طريق التعلّم.
🌿 دروس نغفلها أحيانًا
- الطفل الذي يُعاقَب دائمًا عند الخطأ، يتعلّم الخوف لا التعلم.
- والطفل الذي يُسمح له بكل شيء دون حدود، لا يتعلّم المسؤولية.
- أما الطفل الذي يُعامل خطؤه بتفهم وحدود واضحة، فيتعلم التفكير والنضج والصدق.
💌 رسالة أخيرة
كل خطأ من طفلك هو باب صغير نحو وعي أكبر له ولك.
لا تخافي من أخطائه، بل خافي أن تغلقي أمامه فرصة التعلم منها.
علّميه أن القوة الحقيقية ليست في ألا يخطئ، بل في أن يعرف كيف ينهض ويتعلم.
كتبتها خديجة مطر
أخصائي تربوي وإرشاد أسري ومدربة التربية الإيجابية المعتمدة للوالدين من الجمعية الأمريكية للتربية الإيجابية .